في فصل الشتاء تزداد ظهور بعض المشكلات الصحية وخاصة ما يتعلق بالتهابات المجاري التنفسية العليا والسفلى وخاصة عند الأطفال وكبار السن. ويعتبر الجهاز التنفسي الجهاز الوحيد في جسم الإنسان الذي يتصل اتصال دائم مع البيئة الخارجية من خلال عمليتي الشهيق والزفير , لذلك كان الجهاز التنفسي من أكثر أجهزة الجسم تعرضا للالتهابات الفيروسية والبكتيرية ولولا الامتيازات الدفاعية التي خلقها الله عز وجل على طول المجاري التنفسية لكان استطاعت هذه الالتهابات التأثير الشديد على صحة الجهاز التنفسي وبالتالي تهديد حياة الإنسان بالكامل , فمثلا نرى أن الأشخاص عديمي أو ضعيفي هذه الدفاعات مثل مرضى الإيدز والسل وسؤ التغذية الشديدة أكثر عرضة لالتهابات الجهاز التنفسي البكترية ومضاعفاتها.
خلق الله عز وجل في الجهاز التنفسي مجموعة من الدفاعات المناعية والذاتية والتي يستطيع بها جهازنا التنفسي من التغلب الكامل على هذه الالتهابات وبالتالي حدوث الشفاء الكامل بأذن الله ومن هذه الدفاعات الآتي:
1- العطس: وهو حارس يقظ لطرد أي مواد غريبة تدخل الأنف.
2- شعيرات الأنف: وهي تعمل مثل المنخل أو الفلتر الذي يحبس ذرات الغبار الداخلة مع الهواء.
3- مخاط وتعرجات الأنف: وفيها تلتصق ذرات الغبار والأوساخ والبكتريا التي تكون قد دخلت اثنا التنفس.
4- السعال: وهو حارس يقظ ومستمر للقصبة الهوائية لطرد أي مواد غريبة مثل البكتريا أو الفيروسات.
5- الأهداب المتحركة: وتوجد على طول القصبة الهوائية وتتحرك في اتجاه واحد من الأسفل إلى الأعلى لطرد الأجسام الغريبة.
6- خلايا الجهاز المناعي: ويوجد منها عدد كبير على طول الغشاء المبطن للجهاز التنفسي و وظيفتها مهاجمة الفيروسات والبكتريا.
العوامل التي تضعف مناعة الجهاز التنفسي
من الأسباب التي تضعف مناعة الجهاز التنفسي الآتي:
1- مرض الإيدز
2- سؤ التغذية
3- مرض السل
4- التدخين
5- العوامل العامة التي تسبب ضعف الجسم والهزال العام مثل كثرة السهر وزيادة إنهاك العمل.
6- بعض أنواع الأدوية التي تضعف مناعة الجسم بصفة عامة
إلحقنا يا دكتور فيروس أفندي في بيتنا
في فصل الشتاء ليس غريبا أن ترى عدد كبير من أفراد الأسرة الواحدة يحضروا لعيادة الطبيب يعانون من أعراض متشابهة مع الفرق في شدّة هذه الأعراض من شخص إلى آخر فالكل يعانون من أعراض مثل:
1. احمرار العينين
2.صداع خفيف
3. إعياء خفيف
4. صباب (سيلان) مائي واحتقان في الأنف
5. سعال جاف خفيف
6. حرقان أو ألم في الحلق
7. ألم خفيف في الساقين والمفاصل
8. حمى خفيفة (وفي بعض الأحيان تكون مرتفعه جدا ولكن المريض لا تكون حالته سيئة وخاصة عند الأطفال)
هذه هي أعراض الالتهاب الفيروسي والذي عادة ما يصيب أكثر من فرد في العائلة.
كيف تتم معالجة هذا الالتهاب؟
في أغلب الأحيان يزول هذا الالتهاب تماما بأذن الله خلال 4-5 أيام ويعطى للمريض عدة نصائح وبعض العلاجات الخفيفة مثل:
1- على المريض عدم إرهاق نفسه وإعطاء فرصة للجسم للراحة حتى يستطيع التغلب على هذا الالتهاب.
2- عدم التعرض للأجواء الباردة.
3- الاهتمام بالتغذية الجيدة.
4- تناول أدوية مثل الأسبرين (الأسبرين من الأدوية التي لا تعطى لمريض القرحة) ومزيلات الاحتقان ومضادات الهستامين. ولو تم تشخيص الفيروس المسبب على أنه فيروس الإنفلونزا فهناك الآن أدوية خاصة لهذا الفيروس.
5- الإكثار من تناول المشروبات الدافئة مثل:
- الشاي الأخضر
- عصير الليمون أو البرتقال الدافئ
- الماء النقي
6- المضادات الحيوية: عادة لا يتم إعطاء المريض مضادات حيوية إلا في بعض الحالات مثل:
- الأطفال كوقاية من الالتهاب البكتيري
- كبار السن كوقاية من الالتهاب البكتيري
- ضعاف المناعة
- إذا رأى الطبيب إن هناك أيضا علامات التهاب بكتيري.
الراحة ضرورية جدا أثناء الإصابة بالالتهابات الفيروسية حتى لا تتطور هذه الالتهابات إلى التهابات بكتيرية أو التهابات فيروسية أشد.
التهاب اللّوز والبلعوم البكتيري
رغم إن التهاب اللّوز والبلعوم البكتيري قد يظهر في أي وقت من أوقات السنة إلا إن ظهوره يزداد قليلا في فصل الشتاء كأحد مضاعفات التهاب وانسداد الأنف حيث عندما يكون الأنف منسدا ومحتقنا يتنفس الشخص من فمه بدلا من انفه الأمر الذي يجعل الهواء يدخل مباشرة دون خضوعه لعمليات الترطيب والتنقية والتدفئة الموجودة في الأنف فيؤدي ذلك إلى التهاب الحلق واللوز.
الأعراض
تعتمد أعراض وعلامات التهاب الحلق واللوز البكتيري على حدة الالتهاب فممكن أن يشتكي الشخص فقط من ألم وحرقان في منطقة الحلق وممكن أن تكون هناك حمى شديدة ورعشة وبرودة وألم بالمفاصل وإعياء وطرش وصعوبة في البلع.
العلاج
تتم معالجة أي التهاب بكتيري بإعطاء المضادات الحيوية المناسبة وإبعاد أي تراكمات أو تجمعات صديدية وفي حالة التهاب اللوز الصديدي فممكن الغرغرة بالمحاليل الخاصة بتنقية الحلق أو بماء دافئ مع الملح ماعدا في حالة الأطفال فيفضل عدم الغرغرة بالماء والملح وذلك حتى لا يتم امتصاصه وبالتالي حدوث خلل في أملاح الجسم.
نصائح عامة للوقاية من مشكلات البرد الصحية
1. للوقاية من تأثير البرد القارس على بشرة الجلد فانه ينصح باستخدام الماء الدافئ بدلا من البارد ولبس القفازات واستخدام الكريمات والدهانات المرطبة لبشرة الجلد وعدم التعرّض للأتربة.
2. للوقاية من تأثير الجو البارد على شفتي الإنسان كما يحدث لبعض الأشخاص فانه ينصح باستخدام مرطبات الشفاه والمتواجدة في جميع الصيدليات.
3. للوقاية من مشكلات البرد الصحية ينصح أيضا بعدم التعرض للأجواء الباردة والحرص على لبس الملابس الكثيفة وشرب المشروبات الدافئة.
4. في فصل الشتاء يفضّل تناول المأكولات ذات الطاقة العالية مثل الحلويات واللحوم والدجاج والعسل والمواد الدهنية. ماعدا مريض القلب فلا ينصح لهم بالإكثار من المواد الدهنية.
5. استخدام المدفئة الكهربائي تفيد في تدفئة أجواء الغرفة الباردة أمر مستحسن لكن قد تحمل بعض السلبيات الصحية مثل تسببها لجفاف وتسخين الهواء المستنشق الأمر الذي قد يؤثر على صحة المجاري التنفسية العليا كما إنها تمثل خطرا إذا كانت قريبة على متناول الأطفال.